تعد الصحة النفسية أمرا أساسيا من جوانب حياتنا، ولكن رغم ذلك يساء فهمها ويهملها الكثير في مجتمعنا العربي، وفهم الصحة النفسية وأهميتها للأسرة لتعزيز النتائج الإيجابية لجميع أفرادها.
وتؤثر على عدة أمور مختلفة مثل تفكيرنا وشعورنا وتصرفنا في الحياة اليومية، لتصل بنا على تعاملنا مع الآخرين واتخاذ القرارات ومن أبرز مشكلات الصحة النفسية: القلق والاكتئاب والتوتر.
ولأفراد الأسرة دورا هاما في تحسين الصحة النفسية لهم وخاصة في صعوبات الحياة اليومية.
كيف يمكن للأسرة تقديم الدعم النفسي لبعضهم البعض؟
تستطيع الأسرة دعم وتطوير الصحة النفسية من خلال عدة طرق مختلفة ومنها التعاطف بينهم والتواصل المفتوح، والتعبير عن الرعاية والتفهم والمشاعر بأشكالها المختلفة.
ومن أهم الطرق المؤثرة على الصحة النفسية بأن يشعرون بأنهم مسمعون ومفهمون ومحبون.
لا تنس دعم صحتك النفسية.
عندما يكون لدينا شخص نحبه ونرى أنه يعاني من من إحدى المشكلات الصحية، ننسي أنفسنا أحيانا، ولكن هذا لا يجب أن تفعله عليك الاهتمام به ومساعدته بكل الوسائل المتاحة ولكن لا تنسين نفسك.
4 طرق تقدمها طهارة يمكنك بها تحسين الصحة النفسية لأسرتك.
إذا كنت لا تعرف من أين تبدأ في التحدث مع عائلتك حول صحتهم النفسية فإليك خمس طرق لبدء حديثك معهم.
أولا- استمع لهم وأطرح بعض الأسئلة عليهم
من الممكن أن يكون الحديث مع أحد أفراد أسرتك حول صحتهم النفسية فرصة لك لإظهار الدعم والتوجيه لهم، بالإضافة أنه يجب مساعدتهم بشكل أفضل الآن وفي المستقبل وذلك يؤدي إلى عدة أمور ومنها:
1 – اكتشاف العلامات المبكرة إذا كان أحد يعاني من مشكلة نفسية
2 – سهولة العلاج المبكر
3 – تحسين التواصل بينك وبين أسرتك
ثانيا – اجعلهم يشعروا باهتمامك
في أثناء حديثك مع أفراد أسرتك عليك أن تجعلهم يشعرون بقلقك ودعمك في نفس التوقيت، دعهم يعرفوا أنك تهتم بهم ما وما يحدث لهم، وأنك متواجد في كل وقت لدعمهم.
ثالثا – شجعهم على طلب المساعدة منك
عليك أن تتابع هل أحد أفراد أسرتك يطلب منك المساعدة أم لا، وإذا لم يكن الأمر كذلك شجعهم على القيام به، وفي حالة رفضهم يجب عليك أن تكتشف هذه الأسباب ولكن لا تقوم برد فعل آخر مثل الانفعال.
من الممكن أن تقوم بطرح بعض الأسئلة حول ما يشعرون به ولماذا يشعرون بذلك؟
ربما يشعرون بالضيق أو الاحتياج النفسي، مجرد أن توصلت لهذه المعلومات فأنت الآن جاهز لتقديم المساعدة الصحيحة لهم.
رابعا – قدم لهم الدعم العملي
بالإضافة للدعم النفسي والعاطفي الذي يحتاجونه فمن الممكن أن تقدم لهم بعض المساعدات في المهام اليومية التي قد يعانون منها، أو إذا كانوا يقضون معظم الأوقات بمفردهم عليك أن تقضي معهم بعض الوقت.
وهناك عوامل وقائية كثيرة من الممكن أن تخفف من التأثير السلبي لصحة الوالدين النفسية على الأولاد. على سبيل المثال، قد يكون الأولاد الذين يحظون بدعم من نوع آخر – مثل تلقيهم الدعم والاهتمام من الأجداد أو أفراد الأسرة الممتدة أو الأصدقاء – أقل تأثرا بالأمراض النفسية التي يعاني منها والداهم. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الأولاد الذين يحظون بإمكانية الوصول إلى موارد وخدمات الصحة النفسية، مثل العلاج النفسي أو مجموعات الدعم، مجهزين بشكل أفضل للتعامل مع حالات الصحة النفسية لوالديهم، فكلما زاد وعيهم بما يحدث من حولهم كلما زادت قدرتهم على التعامل مع الأمر.
والصحة النفسية عامل حاسم في الصحة العامة لأي شخص، ولها بالفعل تأثير كبير على حياة الشخص سواء كان بالإيجاب أو السلب، فهذا يتوقف على تعامل الأفراد مع صحتهم النفسية وتعامل المجتمع من حولهم معه. وعندما يتعلق الأمر بالوالدين وأولادهم، فإن العلاقة بين الصحة النفسية لكليهما تصبح معقدة ومتعددة الأوجه. حيث يلعب الآباء دورا حاسما في صحة أولادهم النفسية، ويمكن أن تؤثر صحتهم النفسية الخاصة بهم بشكل إيجابي أو سلبي على الصحة النفسية لأولادهم.