المولود الأول في حياة الأم يُقدم لها رحلة جديدة تمامًا مُثيرة بالتساؤلات والدهشة والفرحة أيضًا، ويُعد مُعدل ساعات نومه من أكثر ما الأمور التي تشغل بال الكثيرات، ولهذا سنتحدث هنا عن روتين النوم للطفل الرضيع بالتفصيل. 

 

الرضع والنوم

في المعتاد يستغرق حديثي الولادة في النوم كثيرًا ولكن هذا الأمر لا يتم على دفعة واحدة، حيث أنهم ينامون على فترات متباعدة وغالبًا ما تكون بعد الرضاعة، وخلال الفترة الأولى في حياتهم سوف يصعب على الأم تحديد الأوقات الزمنية الثابتة لنومهم خاصة في الشهر الأول، وقد يأتي على الوالدين أوقات لا يتخللها النوم خلال الليل بسبب استيقاظ الرضيع، ولكن هذا الأمر سوف يتحسن مع كبر الأطفال في العمر. 

وسوف نذكر في حديثنا التالي كل ما يتعلق بروتين النوم للطفل الرضيع، بداية من عدد المرات المحتملة، إلى كيفية مُحاولة تعديل الروتين وكل ما يُصاحب تلك الرحلة، ولكن يجب أن نوضح ونؤكد أن هذا الأمر يختلف من رضيع إلى آخر كليًا. 

 

ما هو روتين النوم للطفل الرضيع؟ 

خلال الشهر الأول قد ينام الرضيع حوالي 16 ساعة في اليوم، وقد أشار الأطباء والمتخصصين أن الأطفال خلال الثلاثة شهور الأولى يجب أن يحصلوا على 14 : 17 ساعة في اليوم، وقد تنخفض عن ذلك ولكن فيما يقل عن 11 ساعة وقد تزيد عن ذلك ولكن لا تتعدى الـ 19 ساعة في اليوم الواحد. 

وقد يغرق الطفل في النوم لمعدل ساعة أو ثلاث ساعات وقد تقصر عن ذلك، ثم يستيقظ ثم يُعاود النوم مرة أخرى بعد حوالي ساعتين وهذا الأمر لحديثي الولادة قبل الـ 4 شهور، ولكن عندما يكبر عمر الطفل عن ذلك سوف يُصبح روتين نومه أكثر توقعًا وتزيد ساعات النوم نسبيًا فقد يصل لـ 5 ساعات في المرة الواحدة، وتكون القيلولة مرتين إلى ثلاث خلال اليوم، ثم تبدأ فترات القيلولة في الانخفاض مع الكبر في العمر.

 

وبشكل عام لا يجب إجبار الطفل على تغيير نومه أو جعله مستيقظ رغمًا عنه، خاصة في الأربعة شهور الأولى من عمره، بل أن هذا الأمر قد يضره بشكل ما حيث أن النمو الطبيعي والنوم مرتبطين ببعضهم البعض في تلك المرحلة. 

كيف تُساعدين طفلك على النوم بصورة جيدة؟ 

اتفقنا أن في الشهور الأولى لا يجب منع الطفل عن النوم نهائيًا ويجب احترام رغباته والسماح له بالنوم أو الرضاعة مثلما يُريد، ولكن بعد التقدم في العمر، هناك بعض الطرق التي قد تُساعد طفلك على النوم الهادئ بشكل أفضل من قبل، مما يُساعد في ترتيب وتنظيم روتين نومه، وفيما يلي أهم تلك الأساليب : 

 

1 - البيئة المحيطة 

أول ما عليكِ فعله هو تهيئة الطفل والمكان حوله وجعله أكثر هدوء لتوفير الاسترخاء اللازم لنوم الطفل، ويتمثل هذا في القيام بالآتي : 

• تجنب تعرض الطفل لأنوار صاخبة وإضاءة عالية مزعجة. 
• القيام بتدليك جسم الطفل بحركات خفيفة، ويُمكن الغناء له بصوت منخفض وناعم أشبه بالهمس. 
• التأكد من نظافة الطفل الشخصية دومًا وخاصة قبل النوم حتى لا يشعر بالانزعاج، بجانب حصوله على التغذية الكافية. 
• احتضان الطفل من قبل الأم له تأثير السحر، حيث ثُبت أن الاتصال الجسدي بينهم يُحفز هرمون الاكسيتوسين عند الطفل والذي يحتوي على خصائص مُسكنة. 

 

2 - التعرض للنهار 

تعرض الطفل لأشعة الشمس الغير الضارة في الأوقات الآمنة ولفترة قصيرة يعمل على تنظيم الساعة البيولوجية، مما يُساعد بشكل طبيعي في تقليل السهر واستيقاظ الطفل مساءً، ولكن الأفضل أن يكون بعد 6 أشهر مع استخدام واقي الشمس. 

 

3- الروتين الجيد 

يُمكنك القيام بخدعة غاية في السهولة، وهي اتباع روتين مثالي وهادئ يحدث قبل نوم الطفل مباشرة، مثل الاستحمام الناعم، سرد قصة ما، وضعه في الفراش والجلوس بجانبه، تشغيل موسيقى معينة، أو رائحة مميزة. 

المقصود هنا هو تكرار أشياء معينة صحية وإيجابية قبل النوم، لأن هذا سيجعل الطفل يربط بينهم وبين الرغبة في النوم. 

 

4 - التعرف على علامات النعاس 

لا يجب أن ندع الطفل يشعر بالنعاس الشديد وتركه في مكان غير مؤهل للنوم، ولذلك يجب أن تكتشفي ما هي علامات النعاس لدى طفلك، وفور ظهورها تذهبي به مباشرة لمكان نومه مع توفير البيئة الملائمة. 

 

ملحوظة هامة 

يجب أن يوضع الطفل في السرير على "ظهره" فقط لا غير وتجنب النوم على البطن أو وضع أي أشياء معه مثل الألعاب أو أغطية ما، وهذا الأمر ليس متعلق بالنوم ولكن بالحفاظ على حياة الطفل بالكامل وتجنب متلازمة موت الرضع المفاجئ.