هناك حالة تُعرف باسم الإرتجاع المريئي تحدث للرضع خلال الشهور الأولى وخاصة أول شهرين، وقد يُثير هذا الأمر قلق وحيرة الكثير من الأمهات، لذلك سنتحدث هنا بالتفصيل عن الإرتجاع عند الرضع. 

 

التشخيص 

يُقصد بالارتجاع تدفق الطعام من معدة الطفل إلى أعلى، مما يؤدي إلى ظاهرة "القشط" التي تحدث لجميع الرضع بلا استثناء، وتحدث للرضع الأصحاء أكثر من مرة في اليوم، أي أن لا داعي للقلق هنا مادام الطفل ينمو بشكل طبيعي وسليم، فنادرًا ما يكون للارتجاع سبب يُثير القلق أو نتيجة سبب مرضي خطير، وعامة يختفي الارتجاع  من تلقاء نفسه عندما يتقدم الطفل في العمر. 

ولكن يجب أن نوضح هنا أن هناك نوع يُعرف باسم "الارتجاع الصامت" ويختلف نسبيًا عن الارتجاع المعتاد والقشط، حيث أنه يتمثل فيما يلي : 

• خلال النوع الصامت لا يبصق الرضيع الطعام من الفم، بل ينتقل من المريء إلى الحلق ثم الحنجرة وربما يصل إلى الأنف دون أن يخرج الطعام من فمه، فقد يبتلع الطعام مرة أخرى.   

 ونتيجة لهذا يكون الرضيع أكثر بكاءً والضيق خلال النوع الصامت. 

 

الأعراض 

في الأغلب لا تكون كمية الحمض في محتويات المعدة كبيرة لدرجة تعرض الرضيع إلى تهيج الحلق أو المريء، ولكن هذا لا يمنع أهمية زيارة الطبيب للاطمئنان على سلامته، خاصة عند ظهور الأعراض التالية :  

• حدوث مشاكل في التنفس أو السعال المزمن
• خروج سائل أخضر أو أصفر من الفم
• حدوث الارتجاع بعد عمر 6 أشهر
• عدم تحسن أو زيادة نمو الطفل
• رفض الرضاعة أو الطعام
• حدوث قشط قوي وكثيف
• خروج دم من البراز

 

كما أن الارتجاع الصامت يُصاحبه بعض الأعراض الأخرى، مثل : 

• تقوس الظهر أثناء الرضاعة
• صعوبة استنشاق الطعام 
• تضيق الشعب الهوائية
• رفض الرضاعة التام 
• سعال يُشبه النباح
• التنفس الصاخب 
• بحة في الصوت
• صعوبة البلع

 

الأسباب 

تشابه الأسباب التي تقف خلف كلاً من الارتجاع الشائع والصامت، وبشكل عام تعتبر أسباب لا يمكن تجنبها ويمر بها جميع الرضع، وتتمثل فيما يلي : 

• استلقاء أو نوم الطفل في وضعية مسطحة طوال الوقت، خاصة في الثلاث شهور الأولى. 
• عدم نضج أو اكتمال نمو العضلة بين المريء والمعدة مما يسمح بارتجاع المحتويات.
• الاعتماد على السوائل في النظام الغذائي للطفل.  

 

ورغم أننا أشرنا في البداية إلى أنه ليس من الشائع أن يكون هناك سبب مرضي خلف الارتجاع، ولكن في بعض الأحيان قد يحدث ذلك، وتتمثل كافة الأسباب خلف الارتجاع من الفم والارتجاع الصمت الآتي : 

• متلازمة ساندفير، وهي اضطراب طبي ومشكلة معوية نادرة الحدوث، تؤدي إلى ميل الرأس ودورانها بجانب حركة تُشبه النوبات. 
• داء الارتجاع المعدي المريئي، حيث تكون كمية الأحماض كافية لحدوث تهيج المريء. 
• فتق الحجاب الحاجز وحدوث اضطرابات عصبية مثل الشلل الدماغي. 
• ضيق الصمام الفاصل بين المعدة والأمعاء. 

 

العلاج 

يتم تحديد العلاج المناسب عن طريق الطبيب المتخصص فقط لا غير، وبشكل عام لا يُنصح بتناول الأدوية في حالة الارتجاع البسيط، ولمعظم الرضع سوف يتم العلاج عن طريق إضافة بعض التعديلات أثناء الرضاعة، مثل :

• حمل الطفل بشكل عمودي بعد الرضاعة لمدة 30 دقيقة. 
• جعل الطفل يتجشأ أكثر من مرة أثناء الرضاعة وبعدها مباشرة. 
• إرضاع الطفل بكميات صغيرة أكثر من مرة بدلاً من إرضاعه كم كبير دفعة واحدة. 
• عند الرضاعة عن طريق زجاجة يجب حملها بزاوية صحيحة تجعل الحلمة ممتلئة بالحليب، فلا يضطر الرضيع ابتلاع الهواء والضغط على الأمعاء. 

 

ولكن للتأكيد مرة أخرى لا تترددي في زيارة الطبيب عند ظهور الأعراض السابقة، خاصة عدم نمو الطفل أو استمرار الأعراض معه دون تحسن.