بمجرد انتهاء الولادة تبدأ رحلة جديدة من القوة والترابط بين الأم ومولودها، تعطي الأم الغذاء الذي يصنعه جسدها بكل حب وقوة لتغذية الصغير، تحمل الرضاعة الطبيعية العديد من المشاعر الجميلة وتخلق جوا من الألفة والحب بين الأم والرضيع، كما أن الهرمونات التي تفرز خلال الرضاعة تعطي شعورا بالسعادة والرضا، على الرغم من  كل هذه المشاعر إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجه كل أم جديدة تبدأ هذه الرحلة، لن نعرض لك التحديات فقط ولكننا نحاول دعمك بحلول يمكنك تطبيقها تساعدك في تخطي أي صعوبات خلال الرضاعة.

التحدي الأول: ألم الالتقام

في الحقيقة عندما يبدأ الرضيع بالتقام الحلمات ينتج عن ذلك ألم بسيط أو شديد، يفترض أن يستمر هذا الألم لثوان معدودة ثم يختفى، ولكن تظهر المشكلة عندما يستمر هذا الألم ويكون شديدا حتى أنه يتسبب في إنزعاج شديدا للأم ويمكن أن يصل بالأمر رفض الرضاعة الطبيعية، يعد الالتقام أشهر مشاكل الرضاعة وأنت وطفلك تتعلمان ذلك، لذلك يجب تعلم طريقة الالتقام الصحيحة اوضاع الرضاعة وتتعلمين ذلك لفترة طويلة في أواخر الحمل حتى تستطيعي تطبيق ذلك عند بدء الرضاعة

عندما تواجهين عدة مشاكل ويزداد الألم يجب أن تستشيري اخصائية رضاعة طبيعية حتى لا تتفاقم المشكلة وتزداد.

الحل: أولًا افركي انف الرضيع باستخدام الحلمة ودعيه يفتح فمه بإرادته، يستجيب الطفل جيدا لهذه الحركة ويفتح فمه بشكل جيد جدا.

ثانيا: وضع الالتقام الصحيح هو أن تكون الشفاة السفلية للرضيع أسفل الحلمة وليست ملتصقة في قاعدة الحلمة، بمعنى أن الطفل ملتقم الحلمة مع جزء بسيط من الهالة البنية المحيطة بها وشفاة الطفل مفلطحة وفمه مفتوح بشكل دائري وليس مغلقا على الحلمة فقط، حاولي أيضا عدم وضع الحلمة بنفسك داخل الفم لا دعية هو من يبحث عن الثدي ويلقمه.

التحدي الثاني: تشقق الحلمات

واحدة من أكبر تحديات الرضاعة الطبيعية وتسبب الكثير من الانزعاج للأمهات، يحدث تشقق الحلمات لعدة أسباب منها الالتقام الخاطئ، ضخ الحليب بشكل غير صحيح، مرض القلاع الذي يتسبب في التهاب فم الرضيع، جفاف الحلمات، خلال الأسبوع الأول قد تعانين بعض الأمهات من الإفرازات الدموية وهذا أمر يعتبر طبيعيا خلال الأسبوع الأول، تشقق الحلمات أمر يسهل التعامل مع ولا يعتبر مصدر خوف إذا تعاملنا معه بشكل صحيح.

الحل: أولًأ التأكد من أن الحلمة مستقرة في فم الطفل بشكل صحيح وطريقة الالتقام صحيحة، هذه الخطوة الأهم لتفادي تطور مشكلة تشقق الحلمات.

ثانيا: توجد العديد من المراهم التي تستخدم في ترطيب الحلمات، لذلك يفضل سؤال الطبيب واستخدامها خلال شهور الحمل حتى تهيئ الحلمات لعملية الرضاعة.

ثالثا: يفضل الذهاب استشارية رضاعة طبيعية والتأكد من سبب تشقق الحلمات وطريقة العلاج الصحيحة حتى لا تتفاقم المشكلة، الأسباب عديدة ويمكن استخدام ادوية تزيد من المشكلة ولا يعالجها.

رابعا: ترك كمية من الحليب على حلماتك وتعريضها للهواء يساعد في شفاء التشققات.

اغسلي حلمتيك جيدا بالماء قبل الرضاعة لان تشقق الحلمات يسمح بدخول البكتيريا إلى الثديين.

التحدي الثالث: احتقان الأوعية الدموية

احتقان الثدي هو انتفاخ الثديين مع امتلائها بكمية كبيرة من الحليب، ويكون الثدي مشدودا وثابتا مما يجعل من الصعب على الطفل الرضاعة بشكل جيد، كما أن الثدي المحتقن يسبب عدم الراحة للأم مع الشعور بالألم، غالبا ما يحدث احتقان الثديين في بداية الرضاعة عندما ينزل الحليب لأول مرة وما زال جسمك يكتشف كيف ينظم إدرار الحليب، مع استمرار الرضاعة بإفراغ الثديين من الحليب يهدأ الاحتقان وينتظم تدفق الحليب، يمكن أن يحدث الاحتقان أيضا إذا حدث تباعد بين مرات الرضاعة وتكون كمية كبيرة من الحليب داخل ثديك.

الحل: أولًا: الضغط باليد على الثدي ومحاولة إفراغ كمية من الحليب قبل الرضاعة حتى يستطيع الرضيع التقام الحلمات بسهولة.

ثانيا: يمكنك استخدام شفاط الثدي لإفراغ الحليب منه، استخدام شفاط الثدي يقلل من الاحتقان وينظم إدرار الحليب، كما أن كلما أفرغي الحليب من الثدي كلما أنتج حليبا أكثر وأفضل.

حتى إذا نام الرضيع لفترات طويلة يجب أن توقظه وتجعله يرضع حتى يتجدد الحليب وينتج الثدي حليبا مناسبا لعدد مرات الرضاعة.

ثالثا: إذا وجدتي صعوبة في الضغط على الثدي يمكنك فعل ذلك تحت شاور دافي بمجرد نزول الماء الدافئ على جسمك وثدييك يبدأ الحليب في التدفق ومع بعض الضغط البسيط على الثدي تتم الأمور بسهولة.

التحدي الرابع: انسداد قنوات الحليب

في الغالب تحدث هذه الحالة نتيجة لاحتقان الثدي لفترات طويلة، عندما يكون الثدي ممتلئا بالحليب ومشدود يمكن أن يعود الحليب مرة أخرى إلى القنوات التي تنتج الحليب وبالتالي يحدث انسدادا لهذه القنوات، علامات انسداد القنوات مثل وجود كتلة صلبة في أي منطقة في الثدي أو إذا كان ثديك يؤلمك بشدة عند اللمس أو كان هناك بعض الاحمرار على ثديك أو تسبب لك الاحتقان في حمى.

هناك أيضا أسباب أخرى لانسداد القنوات مثل: استخدام شفاط ثدي بحجم غير مناسب، أو ضغط ثدييك أثناء النوم بشكل خاطئ، ضرب أو اصطدام ثديك بشكل متكرر يسبب كدمات، وقد لا يكون هناك أسباب محددة لانسداد القنوات.

الحل: تدليك الثدي برفق حتى يساعد في خروج الحليب، استخدام كمادات دافئة على مكان الألم أو على الثدي كلة لتسليك الانسداد، إرضاع الصغير بشكل مستمر إفراغ الثدي ولأن استمرار عملية الرضاعة يساهم في علاج المشكلة، خذي قسطا من الراحة كلما نام الصغير حتى لا يزداد التعب.

التحدي الخامس: التهاب الثدي (التهاب الضرع)

هو عدوى بكتيرية في ثدييك ينتج عنها أعراض تشبه الإنفلونزا مثل الحمى مع وجود ألم في ثدييك، ويمكن أن تنتج هذه العدوى بسبب المشاكل الأخرى مثل احتقان الثدي وانسداد قنوات الحليب وتشقق الحلمات الذي يسمح بالبكتريا دخول الثدي مما يتسبب في عدوى.

الحل: عندما يحدث ذلك وتظهر عليك الحمى مع ألم شديد وأعراض مثل الإنفلونزا في الغالب يصف الطبيب المضادات الحيوية، في هذه الحالة يجب اللجوء لاستشاري رضاعة طبيعية لمعرفة العلاج المناسب والإرشادات الصحيحة.

كما يجب إفراغ الحليب من الثدي باستمرار لأن تراكم الحليب يساعد في تفاقم المشكلة، وتساعدك الكمادات الدافئة في تقليل الألم وضخ الحليب من الثدي.

إذا كنت غير قادرة على إرضاع الصغير أو يرفض هو الرضاعة يجب أن تستمري في إفراغ الثدي حتى لا تتأثر كمية الحليب، كلما زاد عدد مرات إفراغ الثدي كلما تحسن إنتاج الحليب.